إعلان علوي

ماذا بقي من اسرة صدام حسين.. واين انتهى بهم المطاف؟






بعد أن حسمت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها موقفهم النهائي من غزو العراق عام 2003 شرع رئيس النظام السابق صدام حسين، لإخراج عائلته الى خارج البلاد فيما ابقى على اخرين قُربه حين بدأ احتدام المعارك في آذار من العام ذاته.

ولم تمضِ سوى ايام حتى هوى "عرش" صدام حسين، على يد القوات الأمريكية في التاسع من نيسان عام 2003، الذي كان جاثماً على رقاب العراقيين قُرابة 25 عاماً.

وبعد مرور قرابة الاربعة اشهر من انتهاء حرب إزالة النظام العراقي السابق وتحديداً في (22 تموز عام 2003) تمكنت فرقة أمريكية من قتل ابني صدام حسين (عدي وقصي وحفيده مصطفى قصي) بعد أن اكتشفت مكان اختباءهم في محافظة الموصل شمال العراق.
اسرة صدام
وحين قضي نحب ابني صدام البكر في معركة استمرت لساعات في محافظة الموصل بعد ان وشى بهم احد المقربين مقابل 10 مليون دولار رصدته القوات الأمريكية لذلك، كثرت التكهنات عن مصير باقي اسرة صدام من زوجاته وباقي الأبناء.
وعلى الرغم من أن صدام كان في فترة حكمه يؤكد دائما في خطاباته على اهمية الحياة العائلية العراقية ودورها في بناء المجتمع، الا أنه كان شديد الحرص على ابقاء حياته الشخصية بعيدة عن الاضواء.
تزوج صدام أول مرة بساجدة خير الله طلفاح، وأنجب منها ثلاث بنات وولدان.
وعلى الرغم من أن صدام تزوج ثلاث مرات إلا أنه لم يطلق زوجته الاولى ساجدة.
زوجة صدام الأولى ساجدة هي ابنة خاله خير الله طلفاح الذي تبنى صدام ووالدته الارملة بعد موت والده.
وكان لصدام وساجدة ابنان هما عدي وقصي اللذان قضيا على يد القوات الاميركية في يوليو (تموز) 2003، كما ذكرنا فيما سبق، وثلاث بنات هن رغد ورنا وحلا. وهؤلاء الخمسة هم الوحيدون الذين يحملون اسم صدام رسمياً.
وقد وقع صدام في حب سميرة الشهبندر، التي تركت زوجها نور الدين الصافي الذي كان يشغل منصب مدير عام الخطوط الجوية العراقية. وكان لسميرة ونور الدين ابن واحد على الاقل يقيم حاليا في استراليا.
ولصدام ابن ثالث هو علي الذي انجبه من زواجه بسميرة الشهبندر في العام 1982، لكن ذكره علنا كان محرما وقد تعرضت صحافية اشارت اليه في مقال الى تهديدات بالقتل من جانب النظام.
كما تزوج صدام عام 1990 من نضال الحمداني التي كانت مسؤولة في وزارة الصناعة، ثم من ايمان هويد عام 2001 وهي موظفة.
مكان إقامة ما تبقى من عائلة صدام
وفر علي، الذي كان يبلغ من العمر 22 عاما، مع والدته الى لبنان بعد الغزو الاميركي في اذار 2003 ويعتقد انهما يقيمان حاليا في كندا.
وقد فرت ساجدة مع بناتها الثلاث واحفادها الـ 11 الى سورية في بادئ الامر ولكن بعد اسبوع على مقتل قصي وعدي في 31 تموز عام 2003، سارعت رغد ورنا واولادهما التسعة بالتوجه الى الاردن.
وكان الاردن قد منح في ب 1995 الشقيقتين الملاذ مع ابنائهما وزوجيهما حسين كامل حسن واخيه صدام كامل حسن، وافراد اخرين من عائلتهما كانوا قد هربوا من العراق بعد ان طرد حسين كامل من منصبه كوزير للصناعة.
وكان ذلك الهروب الاول من نوعه لأفراد من عائلة صدام حسين التي كانت سنده القوي، ما حدا بأفراد المعارضة العراقية الى القول ان الهروب اضعف من نظامه وعزله.
ووعد صدام حسين بالعفو عن الاخوين وافراد اخرين من عائلتهما واغواهم بالعودة الى العراق ولكنهم قتلوا بأمر منه بعد بضعة ايام من عودتهم الى منزلهم الواقع بمنطقة السيّدية غرب العاصمة بغداد في شباط عام 1996.
وقام جمال كامل حسن، الناجي الوحيد من غضب صدام بمساعدة زوجتي شقيقيه واولادهما بالاستقرار في الاردن.
وقال كامل لوكالة الصحافة الفرنسية ان "الاردن اخذ الضوء الاخضر من الولايات المتحدة التي لم يكن لها اعتراض على اقامة بنات صدام حسين في المملكة حيث لم يكن لهن ضلع بالجرائم التي كان يقوم بها والدهن».
وبالرغم من قيام نظام والدهن بتصفية زوجيهما، الا ان رغد ورنا امتنعتا على الدوام عن توجيه النقد العلني لصدام.
وبعد اعتقال صدام حسين على ايدي القوات الاميركية في كانون الاول 2003، قامت رنا الملقبة بصدام الصغير بتنظيم دفاع والدها.
اما ساجدة وابنتها الثالثة حلا، زوجة جمال مصطفى التكريتي المعتقل لدى القوات الاميركية ايضا، فقد فضلتا الاقامة في قطر حيث تزورهما رغد ورنا بصورة مستمرة.
واشترت كل من رغد ،48عاما، ورنا ،46 عاما، بيتا في عمان حيث يذهب اولادهما الى المدرسة والجامعات الاردنية، وتعيش الشقيقتان حياة بعيدة عن الاضواء بعد ان حثتهما السلطات الاردنية على الامتناع عن الخوض في السياسة.
ولرغد ثلاثة ابناء هم علي وصدام ووهج بالإضافة الى ابنتين هما حرير وبنان. اما رنا فهي ام لثلاثة اولاد هم احمد وسعد وحسين وابنة واحدة هي نبعة.
وعلى الرغم من أن أفراد عائلة صدام والمقربون منه في دول الشتات، لكنهم يتمتعون بذات بحبوحة العيش من الملايين التي اخذوها معهم من أموال الشعب العراقي المظلوم، بينما الملايين من أبناء الشعب العراقي الذين تشتتوا ولا يزالون مشتتين في بقاع العالم عانوا ويعانون البؤس والفقر والذل بسبب صدام ونظامه.